رسالة : الوسواس بين نور الوحي وظلمات الجهل
باب : دواء الوسواس
القهري
كتب محمد
الأنور آل كيال
لقد من الله علي وكتبت عدة رسائل عن هذا الداء وغيره , وقد أرسلتها إلى الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة .
أولاً : الوسواس
داء له أدوية كثيرة ودواؤه يسير في الطب الطبيعي , ولكن ليس له دواء
في الطب الكيميائي .
ثانياً : الوسواس داء سوداوي , أي بسبب تولد السوداء في الجسد ,
والسوداء هي الخلط الأسود , كالخلط الذي نراه في الدوالي فهي أيضاً داء سوداوي ,
وهذا النوع من الوسواس يسمى بالوسواس السوداوي .
ثالثاً : الوسواس قد يكون عارضاً أي بسبب العين أو الحسد أو المس أو
السحر , ولقد سميت هذا النوع بالوسواس العارضي .
رابعاً :
الوسواس قد يكون سوداوياً عارضاً , أي بسبب السوداء والعارض معاً , ولقد سميت هذا
النوع بالوسواس السوداوي العارضي .
خامساً : الدواء :
1 ـ الدعاء خاصة الرقية :
وهذا نافع جداً
في الوسواس السوداوي بجانب أدوية السوداء .
أما في
الوسواس العارضي , فهو الدواء الوحيد النافع والقاضي عليه , حيث لن تنفع مع
الوسواس العارضي أدوية السوداء لأنه ليس سوداوياً .
أما في
الوسواس السوداوي العارضي , فيوجد
عارض وتوجد سوداء قد سببا الوسواس , لذا لا بد من الدواء الشامل وأقصد به :
التداوي بالدعاء خاصة الرقية مع التداوي من السوداء .
2 ـ تجنب ما يولد السوداء
, كما يلي :
أ ـ تجنب
الانفعالات السوداوية أي التي تولد السوداء كالهم والحزن وكثرة التفكير .
ب ـ تجنب الأطعمة والأشربة السوداوية أي التي تولد السوداء , كالبقول والملفوف (
الكرنب ) , والقنبيط ( القرنبيط ) والوغد ( الباذنجان ) والقلقاس والجرجير والملح والخل والمياه الغازية والثوم والبلاذر واللحم اليابس مثل : القديد ولحم البقر والماعز والغزال والجمال والوحش , وكل مجفف ( ما ييبس بدنك وهو ما
تشعر بعده بالظمأ ) .
تنبيه : قلل من الملح أو لا تتناوله إلا لضرورة كانخفاض في الضغط .
3 ـ استفراغ
السوداء , كما يلي :
أ ـ تناول
الأطعمة والأشربة التي تستفرغ السوداء من الجسد .
ب ـ
وضع ما يجذب السوداء على الرأس مثل الثوم والقسط والملفوف والبقوليات المهروسة ,
وذلك بشرط عدم وجود جلطات .
واعلم أن
مولدات السوداء إذا تناولها الإنسان ولدت السوداء في بدنه , أما إذا وضعها على
بدنه فإنها تجذب السوداء إليها .
4 ـ
ترطيب الجسد , بما يلي :
أ ـ تناول الأطعمة والأشربة المضادة للسوداء , وهي الأطعمة والأشربة الرطبة , فإن
الرطوبة ضد السوداء اليابسة , والعلاج يكون بالضد .
وأفضل طعام
وشراب للمريض بأي داء سوداوي هو :
ألبان الإبل فإن لم يكن فألبان البقر فإن لم يكن فألبان الماعز . انتبه إلى تناول
ألبان الإبل أول مرة لأنها تحدث إسهالاً فخذ منها قدراً بسيطاً في أول الأمر .
اللحوم
الرطبة الطرية مثل الدجاج الصغير ولحم الضأن .
زيت الزيتون , تناول ملعقة أو اثنين في اليوم , وانتبه لأنه يحدث ليونة فإن حدث
إسهالاً بسببه أو بسبب آخر توقف عن تناوله .
الرطب .
الدباء وهو القرع .
الخس
السريس ( الشيكوريا ) .
الموز .
التين .
الزنجبيل , بقدر بسيط .
ماء الشعير
: ولكن انتبه لأنه يخفض الضغط , واعلم أن ماء
الشعير هو من أدوية السوداء وليس خبز الشعير أو التلبينة , فكثرة تناول الشعير
مولدة للسوداء , وأثر التلبينة باطل عندي .
الشمر (
كالشاي الكشري ) .
الزعتر (
الصعتر ) , وهو يحدث إسهالاً .
البابونج (
انتبه : لأنه يستفرغ السوداء والصفراء والبلغم فخذ منه قدراً بسيطاً جداً
فإن لم يؤثر عليك فخذ قدر ملعقة صغيرة وصبها على كوب ماء مغلي ) .
البردقوش (
ولكن انتبه لضغطك ) .
وإذا أثر
عليك أي طعام أوشراب فاتركه وانتقل إلى غيره , فالأجسام مختلفة , وما كان دواء
لغيرك قد يكون ممرضاً لك , وما كان دواء لك قد يكون سماً لغيرك .
ب ـ الادهان
بما يرطب الجسد , وذلك كدهن االرأس ( خاصة اليافوخ ) بزيت الزيتون أو دهن
الديك .
سادساً : تنبيهات :
التنبيه الأول : مولدات السوداء إذا تناولها الإنسان ولدت السوداء في بدنه ,
أما إذا وضعها على بدنه فإنها تجذب السوداء إليها , ولكن يتجنب المريض وضع بعض
المولدات على جسده مثل الثوم والعود الهندي لأنهما مقرحان ( يأكلان الجلد فيسببان
جروحاً وقروحاً ) , فإن لم يتوفر له غير المقرح فليضعه عدة دقائق فقط على جزء من
المنطقة المصابة ثم لينقله من هذا الجزء إلى جزء آخر من المنطقة المصابة , وليغسل
الجزء المنقول منه , وهكذا , وبذلك نكون قد نقلناه من أي جزء قبل إصابته بالقروح .
التنبيه
الثاني : إذا تجنب المريض بأي داء سوداوي كل ما يولد السوداء وفي نفس
الوقت لم يتناول ما يستفرغها أو يرطب بدنه , لتم شفاؤه لأن من وظائف الطحال التهام
السوداء ( التهام كرات الدم الحمراء الهرمة وتكسير الهيموجلوبين ) , فسيتم شفاؤه
بسبب عمل الطحال وعدم تولد سوداء جديدة ولكن بعد فترة أطول مما لو امتنع عن مولدات
السوداء وأخذ دواء يستفرغ السوداء أو يرطب البدن .
التنبيه الثالث : من قال أنه يوجد مرض ليس له دواء فهو جاهل أو مكذب لله , فضلاً عن جهله بالطب القديم .
قال الله : " وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ " [الشعراء : 80]
وقال الله : " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ
السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ " [النمل : 62]
وقال الله : " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " [البقرة : 186]
التنبيه الرابع : تجنبوا الكيمياء , فليست بدواء للوسواس السوداوي .
التنبيه الخامس : إذا أثر عليك أي طعام أو شراب أو دهان أو أي شيء فاتركه
وانتقل إلى غيره , فالأجسام مختلفة , وما كان دواءً لغيرك قد يكون ممرضاً لك , وما
كان دواء لك قد يكون سماً لغيرك .
التنبيه
السادس : إن الله أرحم عليكم من أمهاتكم فمن يرى مشقة في أي عبادة فليؤدها
كما يتيسر له , قال الله : " فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ
وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ
نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " [التغابن : 16]
فإن لم يتيسر له شيء في العبادة بل كانت عبارة عن مشقة وهم وحزن عظيم فهي مرفوعة
عنه حتى يشفيه الله , فإن الله غني عن تعذيبكم , ولكن ليسارع في
العلاج الذي ذكرته , فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب .
التنبيه السابع : لا تسمعوا لمن ينصحكم بتقوية العزيمة أو الإرادة أو الشكيمة أو
... فهو جاهل لا يعلم الفرق بين الوسواس الخناس والوسواس السوداوي أو العارض .
التنبيه الثامن : الوسواس السوداوي أشق مرض على وجه الأرض من جهة العذاب النفسي
وليس من جهة الدواء , فدواؤه يسير , وإن عظم الجزاء يكون على قدر عظم البلاء , فليبشر كل مبتلى
بهذا الداء بأن الله اصطفاه من بين الكثير ليثيبه .
قال الله :
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ
الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ
وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ
اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ " [البقرة : 214]
قال الله :
" أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ
الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " [آل عمران : 142]
قال الله :
" أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا
يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ
اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) " ( العنكبوت
) .
قال الله :
" هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا
" [الأحزاب : 11]
قال الله :
" لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ " [البلد : 4]
فهذه سنة الله , فلا بد من الابتلاء فاصبر وتداوى فما هي إلا ساعات معدودات وسيشفيك الله .
شفاكم الله جميعاً , وتقبل منا ومنكم أعمالنا ووفقنا جميعاً لما يحب ويرضى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين